الجمعة، 4 مارس 2011

مفهوم المنهجية و عناصرها

مفهوم المنهجية: ُتعرفها دائرة المعارف البريطانية بأنها مصطلح عام لمختلف العمليات التي ينهض عليها أي علم ويستعين بها في دراسة الظاهرة الواقعة في مجال إختصاصه. و هذا يؤكد وحدة المنهج العلمي بإعتباره طريقة للتفكير يُعتمد عليها في تحصيل المعرفة و بالتالي يكون المنهج العلمي ضرورة للبحث.
أساس بناء المنهجية:

المنهجية


المداخل المنهجية


الطرق المنهجية


الأساليب المنهجية

الأدوات المنهجية

خطوات المنهجية:تعتمد المنهجية على الخطوات الآتية :
الملاحظة
أ) عناصر إجرائية صياغة الفرضيات و المسلمات
التحقق
ب) العنصر الشخصي (الباحث)
و هذه المراحل تؤكد وحدة المنهجية و أهميتها بالنسبة للعلوم عامة (الطبيعية و الإجتماعية)
أ) العناصر الإجرائية :
1- الملاحظة : تكون حول البيانات ذات القيمة للباحث و ذلك قبل أن يبدأ بحثه و ذلك حتى تمكنه من تقديم صياغة أولية للفرضية و توضيحها و بالتالي تكون المعرفة في المرحلة الاولى ذات فائدة واضحة و في المرحلة الثانية تكون بأهمية أكبر مما كانت عليه في المرحلة الأولى بإعتبارها أسلوب فني لجمع المادة العلمية التي تساعد في عملية التحقق.
و بالتالي تكون للملاحظة وظيفتين:
1- تقديم البيانات من أجل الصياغة الأولية للفرضيات.
2- أداة المنهجية لجمع البيانات حول الفرضيات بهدف التحقق منها.
و كلما كانت الملاحظة دقيقة كلما كانت الفرضيات ذات أهمية أكبر و دلالة أكثر و يكون هذا بإستخدام الوسائل و الأدوات كما يجب أيضا أن تتّصف الملاحظة بالموضوعية.
2-صياغة الفرضيات و المسلمات: و هي أسس و مبادئ فكرية يضعها الباحث من أجل تبيان المسار المنهجي الممكن إتباعه في معالجة موضوع البحث و تساعده على الخروج من المأزق و كلاهما يكمّل الآخر لتحقيق نتائج علمية. و تكمن أهمية وضع الفرضيات في:
- تحديد الغرض من البحث
- توجيه عملية جمع المعلومات و البيانات
- توضيح مسالك البحث و مساره
3-التحقق: يُشكل مركز البحث و المنهجية و يقوم على 4 عمليات تتمثل في :
1)جمع المعلومات 2)وتحليلها 3)وتفسيرها من أجل الوصول إلى نتائج 4)وهذه النتائج يمكن تعميمها.
و النتائج السلبية في عملية التحقق تكون ذات دلالة مماثلة للنتائج الإيجابية و هذا ما نجده عند
"توماس ألفا إديسون" و عند "سميث" في مؤلفه "الموقف الراهن في الفلسفة" حيث يرى أن تاريخ الفكر البشري ليس فقط تسجيلا لإكتشافات المتعاقبين الناجحين و لكن أيضا علامة من التحرر و التخلص من الفشل و الخطأ و هذا ما يؤدي إلى تجنب الأخطاء و تحقيق النجاح.
و تقوم عملية التحقق على أساسين هما: أ) الأدواب ب) الباحث
ب)العنصر الشخصي:
إن الباحث و قدراته الشخصية لها تأثير على سير عملية البحث من أجل الوصول إلى نتائج حيث يعتمد على الرؤية الواضحة و قدرته على التمييز و الإنتقاء و من هنا تتأكد الرابطة بين العناصر الإجرائية
و خطوات المنهج العلمي و كذلك الرابطة بين العناصر الشخصية (الإنسان الدارس و حاجاته للتطور لبناء الفرضيات و تحليلها) و هذه الطريقة تحدد أساليب المنهجية والأساليب بدورها تحدد نوع الأدوات المناسبة لجمع المعلومات و البيانات حول الموضوع.
الجانب العلمي التطبيقي لخطوات المنهجية :
المنهجية كطريقة فنية يتّبعها الباحث لصياغة المعلومات و البيانات المحصلة في أفكار و عرضها في تسلسل منظم و مرتب للوصول إلى نتائج علمية معينة، حيث تتحول الملاحظة العلمية إلى وقائع علمية ثم تبين مجالها و تجسد المشكلة الظاهرة ثم العمل على إيجاد حل لها و تفسيرها (مثال: ظاهرة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان)
وللقيام بأي عمل علمي لابد من المرور بخمسة مراحل :
1) تحديد موضوع البحث
2) جمع المعلومات و البيانات
3) إبراز المحاور الأساسية و الأفكار الرئيسية
4) وضع الخطة
5) الكتابة و الصياغة
ملاحظة : هذه المراحل متكاملة حيث كل مرحلة تعتمد على سابقاتها و تمهد للموالية حيث أنها تخدم الإشكالية المطروحة من أجل الوصول إلى نتيجة علمية معينة.
1- تحديد الموضوع : تحويل الظاهرة إلى موضوع محدد و هنا تظهر الإشكالية حيث تحتاج إلى بحث لإيجاد حل و تفسير لها.
2- جمع المعلومات و البيانات حول الموضوع : يقوم الباحث بجمع المعلومات من المراجع و الإتصال بالمعنيين و إيجاد التشريعات الموجودة حول ذلك الموضوع(القضاء، آراء الفقه...).
و يقوم بتسجيلها و ذلك دون ترتيبها مع إعتماد على تصور عام للموضوع و بعد ذلك تتم عملية الإنتقاء، الفحص، الفرز و أخيرا ترتيب المعلومات بحسب أهميتها و إدماجها في البيانات.
أما الإشكالية فيمكن الإهتداء إليها بالطريقة التالية:
1 ما أهمية البحث في هذا الموضوع؟
2 ماهي المشاكل التي يُثيرها؟
3 ماهي القضايا التي يهدف المشرع إلى حلها بتنظيمه هذا الموضوع؟
4 ماهي الأهمية النظرية و العلمية لدراسة هذا المجال؟
و هكذا يتم تحديد الإشكالية بالإجابة على هذه التساؤلات.
3- ومن هنا يتم استخراج المحاور و الأفكار
4- و بذلك يمكن وضع الخطة كإطار للعمل و تحديد المسار المنهجي
5- الكتابة و الصياغة
عناصر المنهجية :
التفكير العلمي 2 - الباحث 3 - البحث العلمي -1
التفكير العلمي :(1
أهمية التفكير :التفكير هو نشاط العقل في حل المعضلات و المشاكل التي تواجه الإنسان و محاولة التكيّف مع بيئته و فهم ما يصادفه من ظواهر.
و نشاط العقل يتمثل في : القدرات العقلية و الملكات الفكرية فهي عمليا ذهنية تتمثل في الإدراك، التحليل، الإستنتاج، التخيّل، الذاكرة... و التي تسعى المنهجية إلى تحقيقها.
أنواع التفكير :
أ) التفكير الخُرافي : يعتمد على طريقة العادات و التقاليد في حل المشكلات.
ب) التفكير عن طريق المحاولة و الخطأ : و تعتمد على الخبرة الشخصية و هي ذاتية و مضيعة للوقت و الجهد.
ج) التفكير بعقول الآخرين : كالإعتماد على الكهنة و العرافين أو الأخذ بآراء الآخرين.
د) التفكير الخيالي : و يعتمد على الوهم أو الخيال لأنه يتخيل أشياء غير موجودة و يحاول تجسيدها في الواقع.
ثم توصل التفكير البشري إلى المرحلة الوضعية أو العلمية و التي تهتم بكل ماهو موضوعي موجود في الواقع و يمكن ملاحظته و التأكد منه.
أ) تعريف التفكير العلمي: هو الأسلوب الذي يُعالج به الدارس المعلومات حتى تمكنه من فهم العالم
المحيط به من ظواهر و إيجاد حلول لها و تفسيرها و يهدف للوصول إلى نتائج جديدة.
ب) أسالبب التفكير العلمي : تقوم عمليات التفكير العلمي على :
- التفكير النقدي - التفكير الخلاّق (الإبداعي)
1) التفكير النقدي (التقديم و المراجعة) : يقوم على أساس أسلوب التقييم الواعي للأفكار و المعلومات من أجل الحكم على قيمتها و تكوين آراء و إستنتاجات و أوجه التشابه و إتخاذ القرارات المناسبة لحل المشكلات.
2) التفكير الخلاّق (التركيز و الإبداع) : إيجاد أفكار جديدة بطرق جديدة من خلال الكتابة و الحديث أو غيرهما.
و منه فعملية التفكير العلمي تتجاوز مسار التفكير العادي حيث أنه يعمل على إيجاد العلاقات الجديدة بين الظواهر للوصول إلى نتائج جديدة مما يساهم في حل المشكلات.
نتيجة : هناك علاقة وطيدة بين التفكير النقدي و الخلاّق فهما نتيجة للعمليات العقلية ومُحصِّلة لمنظومة التفكير العلمي بموضوعيته وخِبراته.
ج) عملية المعرفة المعلوماتية في منظور التفكير العلمي وضرورة الإهتمام بالتفكير النقدي لمواجهة تحديات العصر :
إن نمو المؤسسات، المكتبات و المعلومات و تقدُمها جاء نتيجة تطور الفكر البشري و ذلك بالإعتماد على الذاكرة الذاتية (الداخلية) أو الذاكرة الوعائية (الخارجية) و من ثم إحالة هذه الذاكرة المعرفية إلى الأوعية و المؤسسات و هذا ما أدى إلى الإهتمام أكثر بالقدرات العقلية (غير الذاكرة) و الإنتفاع بها و التركيزعلى التعلم مقابل التعليم و هذا ما أدى على تطور القدرات العقلية خاصة منها التفكير النقدي.
خصائص و مميزات التفكير العلمي :
1) مميزات التفكير العلمي :
* مجرد : الإبتعاد عن الميول و الأهواء.
* شمولي : دراسة الموضوع من كل النواحي و دراسة الإحتمالات و الظروف التي تؤثر فيه.
* قابل للتحقق : قائم على الملاحظة و إستخدام المنطق و الإستدلال.
2) خصائص التفكير العلمي :
- الموضوعية - المنهجية - العِلِّية (السببية)
أ) الموضوعية:أي دراسة ماهو كائن مع استبعاد الميول و الأهواء و الآراء المسبقة فالتفكير العلمي
هو تفكير نقدي (التمييز و الضبط و المراجعة و الدقة و التفحص).
ب) المنهجية : يمتاز التفكير العلمي بأنه يتألف من نسق عقلي منظَّم في ربط الحوادث و الظواهر المراد تفسيرها بظواهر أو أحداث أخرى في نفس النطاق مما يوفر الجهد و الوقت.
ج) الِعلِّية (السببية) : لكل ظاهرة سبب في العلوم، فكلما توفرت أسباب معينة في ظروف معينة فإنها تؤدي إلى أحداث معينة (فالنتيجة حتمية في العلوم الدقيقة و لكنها نسبية في العلوم الإجتماعية).
والسببية : يقصد بها الكشف عن العلاقات بين الظواهر و تفسيرها و ضبط التغيرات و تحليل النتائج
والأحكام المستخلصة من ذلك.
2 - الباحث(صفاته) :
- يتميز الباحث بالعقل الراجع و ميل واضح إلى البحث عن الإستطلاع و المعرفة و إستعداد ذاتي
وقدرات فكرية تمكنه من القيام بالبحث و تحقيق المسعى المقصود بعد الصبر و المثابرة.
- يتفحص المعلومة ليتحرى عن الحقيقة فيبدأ بفكرة غامضة غير محددة عن طريق الفرضيات
والمسلمات و عن طريق المحاولة و الخطأ و تقبل نقد الآخرين.
- يكون على إستعداد لتغيير و تعديل الفكرة إن كانت خاطئة.
- الإعتقاد في نسبية الحقائق العلمية.
- يستخدم عدة مصادر يبني عليها تفسيراته للوصول إلى نتائج مقبولة أو معقولة.
البحث العلمي : - 3
1) تعريف البحث العلمي : هو عملية الإستعلام و الإستقصاء المنظم و الدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض إكتشاف معلومات وعلاقات جديدة و تحليلها و تفسيرها من أجل إيجاد حلول لها و يكون هذا بإتباع أساليب و مناهج علمية.
2) غرض البحث العلمي :
- الوصول إلى حقائق الأشياء و الظواهر.
- معرفة سر العلاقات التي تربط بين هذه الظواهر.
- زيادة المعرفة و إستمرار التقدم العلمي و تطويره.
- مساعدة الإنسان على التكيف مع بيئته و حل مشكلاته و الوصول إلى أهدافه.
3) أنواع البحوث :
أ) البحوث العلمية النظرية الأساسية : و هي تستهدف الوصول إلى المعرفة و تطوير العلوم أما الغرض الأساسي هو التوصل إلى حقائق و نظريات علمية جديدة تساهم في نمو المعرفة العلمية التي لها قيمتها
وفائدتها في حل القضايا المعينة.
ب) البحوث العلمية التطبيقية العملية : تستهدف المعرفة من أجل تحقيق و إبتكار حل معين و مقبول للقضايا و المشكلات.
أهمية البحوث : - حل المشكلات الميدانية.
- تطوير أساليب العمل و إنتاجيته في المجالات التطبيقية .
- تهدف إلى التطبيق العملي لنتائج تقدم العلم.
4) مقومات البحث العلمي : البحث العلمي هو أهم نتائج التفكير العلمي بمفهومه الضيق و لكي يصبح أي عمل بحثا عمليا لابد من توفر بعض المقومات و هي :
1- تحديد مشكلة البحث 2- التجديد و الإبتكار 3 - إضافة معارف جديدة 4- أهمية موضوع البحث
5- أصالة البحث 6- إمكانية البحث 7- إستقلالية البحث 8- توفر مصادر و مراجع البحث.
مراحل إعداد البحث :
1- مرحلة وضع خطة البحث
2- مرحلة جمع المصادر و المراجع
3- مرحلة جمع المادة العلمية
4- مرحلة الكتابة و الصياغة
1) خطة البحث و إشكاليته :
أ) تحديد مصطلح خطة : هي تصميم للبحث و هيكل البناء الذي يقوم عليه العمل العلمي حيث أنها ُتؤلف فهرسا للأفكار الأساسية التي ستعالج في الموضوع محل البحث حيث من خلالها تبرر أهميته و تجعل النتيجة سهلة البلوغ.
ب) إعداد الخطة و أهميتها :
* إعداد الخطة (الأولية) : يكون إعداد الخطة بجمع المراجع و بعد ذلك يقوم الباحث بإستطلاعات خاطفة عليها و ذلك لتكوين صورة عامة لموضوع البحث ووضع مخطط لعمله و هذا المخطط يكون عرضة للتعديلات نتيجة تقدم مطالعاته.
* أهمية الخطة :
- تمكن الباحث من السيطرة على الموضوع المدروس.
- ترتيب الأفكار والبيانات المتحصل عليها بصفة منظمة ،متسلسلة و مرتبطة مع بعضها البعض
من أجل إثباتها.
- تبرز معالم الموضوع و تبين التركيبة الهيكلية للمعلومات و البيانات المحصل عليها.
- ُتجسد ما توصل إليه الباحث.
- ُتعتبر مرآة عاكسة لمحتويات موضوع البحث.
- تقديم المعلومات و الإستدلالات التي تعكس أسلوب تفكير الباحث و عقليته و المسعى من القيام بموضوع البحث.
- تبرز إمكانيات الباحث و مؤهلاته العلمية.
ج) شروط وضع خطة البحث :
* أن تكون التقسيمات موحدة و ثنائية : أي أن تكون التقسيمات الرئيسية (أقسام، أبواب، فصول)
والفرعية موحدة وأن تكون ثنائية كما ُيقسم البحث إلى بابين أو أكثر و كذلك بالنسبة للتبويب و التفصيل.
* تناسب التقسيمات : من حيث الأقسام و الحجم.
* أن ترسى التقسيمات على قاعدة موضوعية : على قاعدة موضوعية (طبيعة الموضوع، المعلومات و البيانات المحصلة ...).
* مناسبة التقسيمات لطول البحث.
* تناسق العناوين الرئيسية و الفرعية مع بعضها ومع العنوان العام.
* تناسق محتويات التقسيمات المتناظرة.
* تجنب التكرار.
د) مشتملات خطة البحث : - عنوان البحث
- المقدمة
أولا: - جسم البحث ( عناصر و تقسيمات الموضوع)
- الخاتمة
أ-العنوان : يحدد الإطار الرسمي للموضوع محل البحث و يجسد الفكرة الرئيسية العامة له و يجب أن يكون أكثر إلتصاقا بالموضوع من حيث الدلالة (يشتمل على العناصر المحددة و المطلوبة للبحث).
مميزات العنوان :
- الدقة : واضحا في معناه
- الوضوح : دالا على المراد
-الإيجاز : دقيقا في تناول الأفكار
- الدلالة : ُمتقنًا في الصياغة و التعبير و إستعمال كلمات محددة
- التحديد اللفظي : إختيار الألفاظ الدالة التي تشمل العناصر المحددة والمطلوبة للبحث
ب -المقدمة : هي المدخل الذي يمهد للموضوع و يشمل التعريف بالموضوع محل البحث و أهميته
والغرض منه و أسباب إختياره فضلا عن الهدف العام لكل البحوث و هو الهدف العلمي ثم طرح الإشكالية و الإجابة عنها تكون ضمن موضوع البحث و تبيان كيفية العمل و المنهجية المتبعة.
ج - جسم البحث : و هو الجزء الأكبر و الحيوي في البحث يتضمن كافة العناصر و التقسيمات
والأفكار الأساسية و الفرعية المكونة لموضوع البحث، لذا يجب هيكلة الموضوع و تبويبه بطريقة تسلسلية ترابطية بين الأفكار و يعتبر جسم البحث الإسهام الحقيقي للباحث في موضوع بحثه.
د - الخاتمة : هي عرض النتائج المستخلصة التي توصل إليها الباحث أثناء معالجة الموضوع ويبين وجهة نظره. و في الخاتمة لا يجب أن تكون تكرار لمضمون البحث كما يمكن طرح إشكاليات عديدة تحتاج إلى معالجة مستقبلية.
ثانيا : الإشكالية :
1- مفهوم الإشكالية : فن علم طرح المشكلات يتمثل دورها في :
- تمكين الباحث من تحديد المسائل الجوهرية في بحثه من تلك التي يعتبرها ثانوية.
- تحديد الأسئلة التي يريد الباحث الإجابة عليها في الموضوع.
كما تعني : صياغة مشكلة البحث أي تعريف مشكلة و تحديدها بضبط معالمها ووضعها في مجراها الفكري مما يسمح بالبحث عنه علميا.
و هناك من يرى أن الإشكالية هي المدخل النظري الذي يعتمد عليه الباحث لمعالجة المشكلة التي طرحها في سؤال الإنطلاق.
وهي ترتبط بمُوجهات نظرية و منهجية و هذه الموجهات النظرية و المنهجية تقوم على أسس و مقومات يتعين على الباحث الأخذ بها في كافة مراحل البحث.
كما أن هناك مراحل منهجية وان الموضوع الواحد يمكن معالجته من زوايا نظرية متعددة وفقا للمدخل المعتمد.
كما أن إختيار الإطار المنهجي (المدخل النظري لصياغتها) يعد مهما ذلك لأنها تقوم ب :
- تحديد للباحث كيفية سير عمله الذي يستمد منه المفاهيم.
- تفسير موضوع بحثه.
- توضيح سؤال الإنطلاق الذي يريد الباحث إثباته.
- صياغة الفرضيات و المسلمات التي تساعد على الإجابة على سؤال الإنطلاق للإشكالية.
ويكون كل هذا بالإلتزام بمجموعة من العوامل نذكر منها ما يلي :
- كيفية إنطلاق الباحث في دراسته لبحثه.
- تحديد ما يريد أن يدرس.
- جمع البيانات و المعلومات و التي تساعده في تحضير الإشكالية.
- العنصر الشخصي (تكوين الباحث و مؤهلاته).
كما أن تحديد الإطار المنهجي يؤثر تأثيرا كبيرا على كيفية صياغة طرح الإشكالية.
و لهذا يؤكد "ماكس فيبر" على ضرورة فهم خصوصية الظواهر الإجتماعية بإعتبارها سلوك إنساني نابع عن قصد و إدراك و لهذا يجب قبل تفسيرها معرفة معناها و الغرض منها و على الباحث أن يضع بحثه وفقا لإطار نظري و منهجي.
الخلاصة : الإشكالية هي التحديد العام و الداخلي للقضية (الظاهرة) و يكون تحديد الإشكالية في بداية البحث ذلك لأن التحليل العقلي يبدأ قبل عملية البحث.
2- كيفية تحديد الإشكالية :
ُتحدد الإشكالية عن طريق معرفة ما يجب دراسته و تتجسد في سؤال الإنطلاق كما يدل عنه أحيانا بالسؤال الرئيسي الذي ُيبلور الفكرة المحورية الذي يدور حولها الموضوع.
و يكون هذا من خلال قراءة و مطالعة الباحث ووجود الثبات النظري و بهذا :
- يتحدد للباحث مجال بحثه
- نوعية البيانات و المعلومات التي يتطلب جمعها
- توفير على الباحث الجهد
و لهذا فإن لتحديد السؤال الرئيسي للإشكالية مهم جدا للباحث فهو يحفظه من الضياع نتيجة ظهور آفاق جديدة.
إذن فالسؤال الأول (سؤال الإنطلاق) : لابد أن تتبعه أسئلة التي تشكل في مجموعها البناء القاعدي للبحث كما أنها ضرورية و حيوية للباحث مهما كانت طبيعة البحث.
كما يجب أن يكون صحيحا في صياغته و يخضع لمجموعة من القواعد و المواصفات المنهجية كما حددها "ريمون كويفي" و "لوك كمبنهود" و هي :
أ) الوضوح : الدقة و الإختصار في صياغة سؤال الإنطلاق.
ب) الملائمة في الإشكالية : أي أن طرحها يستوجب التجريد و الحياد فلا يوحي سؤال الإنطلاق إلى نوع من التفسير أو التحليل المسبق.
فالإشكالية تعتبر المدخل الذي يحدد مسار تناول الموضوع من أجل الوصول إلى نتائج معينة كما يجب على الباحث أن لا يثير مسألة غيبية أو مستحيلة لا يمكن إخضاعها للتحليل و الدراسة.
إضافة:
خلاصة مراحل إعداد البحث:
تمر عملية القيام بإعداد بحث بأربعة مراحل أساسية :
1) إختيار عنوان البحث :
عنوان البحث هو تجسيد الظاهرة أو بلورة المشكلة محل البحث في إطار عبارات محددة و دقيقة و موجزة ضمن مجال معين محدد يصلح أن يكون موضوعا للبحث.
2) وضع الخطة المبدئية :
أي تحديد إطار للعمل و مسار الخطوات المنهجية الممكن إتباعها. و هذا يتزامن مع جمع المصادر
والمراجع التي تساهم في تكوين إنطباع أول و تصور عام شامل للموضوع لدى الباحث مما يساعده على تحديد مسار البحث و الخطوات الممكن إتباعها، و ضبط المراجع التي لها علاقة بموضوع البحث و بذلك يمكن إبراز أهم الأفكار الرئيسية و الثانوية للموضوع.
3) جمع المادة العلمية :
و تعتمد على الجهد الفكري حيث تتم عملية تصنيف و ترتيب المعلومات والبيانات و إدراجها ضمن التقسيمات المعتمدة. و لا يتصور القيام بذلك دون حصر الإشكالية التي يثيرها الموضوع محل الدراسة
والإشكالية يمكن الإهتداء إليها بطرح أسئلة معينة مثلا : ما أهمية البحث في هذا الموضوع؟ أو ما هي الأهمية النظرية و العملية لدراسة هذا الموضوع؟ أو ما هو الغرض من القيام بهذا العمل؟ و هكذا يتم تحديد الإشكالية بعد الإجابة على هذه التساؤلات و بذلك ُتستخرج الأفكار الأساسية و تبرز المحاور الرئيسية للموضوع.
4) الكتابة و الصياغة :
أيكتابة البحث بلغة سليمة من حيث الإملاء و النحو و الصرف، و إختيار الألفاظ المعبرة على المعنى المقصود. و إعطاء عناية كبيرة لصياغة الأفكار بدقة و ذلك بإنتقاء كلمات و مصطلحات دقيقة وواضحة لفظا و معنى، و إعتماد الأسلوب العلمي الخبري و التقريري و تجنب المبالغة و إستعمال الجمل الطويلة و يجب المحافظة على الأمانة العلمية.

هناك 7 تعليقات: