الأربعاء، 9 مارس 2011

المنهج التاريخي

ـ تعريف المنهج التاريخي:

يقصد بالمنهج التاريخي، هو"عبارة عنإعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها، ومن ثم تمحيصها وأخيراً تأليفها؛ ليتمعرض الحقائق أولاً عرضاً صحيحاً في مدلولاتها وفي تأليفها، وحتى يتم التوصل حينئذٍإلى استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة" (العساف، 1989م، ص282).
وهو أيضاً "ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضيويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية منهجية ودقيقة؛ بقصد التوصل إلى حقائقوتعميمات تساعدنا في فهم الحاضر على ضوء الماضي والتنبؤ بالمستقبل" (عسكر، وآخرون، 1992م، ص105).
كما يعرف، بأنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعتفي الماضي وصفاً كيفياً، يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها،والاستناد على ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي، وتوقع اتجاهاتها المستقبليةالقريبة والبعيدة.

2 ـ أهمية
المنهج التاريخي:
على ضوء التعاريف السابقة للمنهج التاريخي، يمكن إبراز أهمية هذاالمنهج: (كوهين، مانيون، 1990م).
أ ــ يمكّن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرةعلى ضوء خبرات الماضي.
ب ــ يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية .
جـ ــ يؤكدالأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضيةوتأثيرها.
دــ يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميماتظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي.
3 ـ خطوات تطبيق المنهج التاريخي
:
يتبع الباحث الذي يريد دراسة ظاهرةحدثت في الماضي بواسطة المنهج التاريخي الخطوات التالية: (ملحم، 2000م).
أ ــ توضيح ماهية مشكلة البحث:
يتطلب توضيح ماهية مشكلة البحث تناولخطوات الأسلوب العلمي في البحث، وهي: التمهيد للموضوع، وتحديده، وصياغة أسئلة له،وفرض الفروض، وأهداف البحث، وأهمية البحث، والإطار النظري للبحث، وحدوده، وجوانبالقصور فيه، ومصطلحات البحث.
ويشترط في مشكلة البحث توافر شروط، من مثل: أهميتها،ومناسبة المنهج التاريخي لها، وتوافر الإمكانات اللازمة. وأهمية النتائج التيسيتوصل إليها الباحث.
ب ــ جمعالبيانات اللازمة:
وهذه الخطوة تتطلب مراجعة المصادر الأولية والثانوية،واختيار البيانات التي ترتبط بمشكلة بحثه. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أن علىالباحث التمييز بين نوعي المصادر. إذ تتمثل المصادر الأولية في السجلات والوثائق،والآثار. وتتمثل المصادر الثانوية في الصحف والمجلات، وشهود العيان، والمذكراتوالسير الذاتية، والدراسات السابقة، والكتابات الأدبية، والأعمال الفنية، والقصص،والقصائد، والأمثال، والأعمال والألعاب والرقصات المتوارثة، والتسجيلات الإذاعية،والتلفزيونية، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، والنشرات، والكتب، والدوريات،والرسومات التوضيحية، والخرائط.
جــ نقد مصادر البيانات:
وتتطلب هذه الخطوة فحص الباحث للبيانات التي جمعها بواسطةنقدها، والتأكد من مدى فائدتها لبحثه. ويوجد نوعان للنقد، الأول، ويسمى بالنقدالخارجي، والثاني، ويسمى بالنقد الداخلي. ولكل منهما توصيف خاص به على النحوالتالي:
-
النقد الخارجي:ويتمثل فيإجابة الباحث عن الأسئلة التالية:
· هل كتبت الوثيقة بعدالحادث مباشرة أم بعد مرور فترة زمنية؟
· هل هناك ما يشير إلى عدمموضوعية كاتب الوثيقة ؟
· هل كان الكاتب في صحة جيدة في أثناءكتابة الوثيقة؟
· هل كانت الظروف التي تمت فيها كتابةالوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟
· هل هناك تناقض في محتويات الوثيقة؟
· هل تتفق الوثيقة في معلوماتها مع وثائق أخرى صادقة؟
-
النقد الداخلي:ويتمثل في إجابة الباحث عن الأسئلة التالية:
· هل تمت كتابة الوثيقة بخط صاحبها أم بخط شخص آخر؟
· هل تتحدث الوثيقة بلغة العصر الذي كتب فيه؟ أم تتحدثبمفاهيم ولغة مختلفة؟
· هل كتبت الوثيقة على مواد مرتبطةبالعصر أم على ورق حديث؟
· هل هناك تغيير أم شطب أم إضافات فيالوثيقة ؟
· هل تتحدث الوثيقة عن أشياء لم تكنمعروفة في ذلك العصر؟
· هل يعتبر المؤلف مؤهلاً للكتابة فيموضوع الوثيقة؟
د ـ تسجيل نتائجالبحث وتفسيرها:
وهذه الخطوة تتطلب من الباحث أن يعرض النتائج التي توصلإليها البحث تبعاً لأهداف أو أسئلة البحث مع مناقشتها وتفسيرها. وغالباً ما يتبعالباحث عند كتابة نتائج بحثه ترتيب زمني أو جغرافي أو موضوعي يتناسب ومشكلة البحثمحل الدراسة.
هـ ـ ملخص البحث:
وهذه هي الخطوةالأخيرة من خطوات المنهج التاريخي، وتتطلب أن يعرض الباحث ملخصاً لما تم عرضه فيالجزء النظري والميداني في البحث، كما يقدم توصيات البحث التي توصل إليها، ومقترحاتلبحوث مستقبلية.
4 ـ مزايا وعيوب
المنهج التاريخي:
أ ـ مزايا المنهجالتاريخي:
من مزاياالمنهج التاريخي: (عدس، وآخرون، 2003م)
-
يعتمد المنهج التاريخيالأسلوب العلمي في البحث. فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة، وهي: الشعوربالمشكلة، وتحديدها، وصياغة الفروض المناسبة، ومراجعة الكتابات السابقة، وتحليلالنتائج وتفسيرها وتعميمها.
-
اعتماد الباحث على المصادرالأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحثإذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذهالمصادر.
ب ـ عيوب المنهج التاريخي:
من عيوب المنهجالتاريخي: (فان دالين، 1994م)
-
أن المعرفة التاريخية ليست كاملة، بل تقدم صورة جزئية للماضي؛ نظراًلطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي، ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعواملالتي تقلل من درجة الثقة بها، من مثل: التلف والتزوير والتحيز .
-
صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في الظاهرةالتاريخية محل الدراسة؛ نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباًمختلفاً وتفسيراً مختلفاً.
-
صعوبة تكوين الفروض والتحققمن صحتها؛ وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة، إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجةعلى غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية.
-
صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب، الأمر الذي يجعل الباحثيكتفي بإجراء النقد بنوعية الداخلي والخارجي.
-
صعوبة التعميم والتنبؤ؛ وذلك لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنيةومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخرى من جهة، كما يصعب على المؤرخين توقعالمستقبل.
5 ــ أمثلة للبحوث التاريخية:
-
التربية الأخلاقية، وتطبيقاتها في العهد النبوي الشريف.
-
الفكر التربوي لأبي حامدالغزالي.
-
الآراء التربوية لأعلام التربية الإسلامية القدامى بشأن الإهتمامبالمتعلم.
-
دراسة تاريخية للتعليم العالي للبنات في المملكة العربيةالسعودية.
-
دراسة تاريخية لإعداد معلم التعليم الابتدائي في المملكة العربيةالسعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق